أحياناً..
نرغب أن يتوقف الزمن للحظه
و يعود بنا إلى الوراء
إلى حيث كنا.. هناك
في حوش منزلنا القديم..
بالقرب من شجرة التوت.. و دودة القز
إلى حديقتنا الغناء في وسط الفناء الواسع
حيث المراجيح المتدليه و أطفال الجيران
نلعب و نأكل السكاكر و نكركر و نغني و نرقص و نتقمص شخصيات أمهاتنا أو شخصيات كرتونية نحبها
كنت أعشق السنافر و أحب بالذات سنفور أكول
أختي كانت تحب فلونة و أخي كان يحب غرانديزير
أما أبي فكانت تكسر قلبه هايدي اليتيمة !!
...
أحياناً نرغب أن يتوقف الزمن للحظة
و يعود بنا إلى الوراء
إلى حيث كنا .. هناك
في مدرستا الشاسعه
بالقرب من غرفة مدرسات العلوم و مختبر الفيزياء
إلى صالة " المطعم" حيث كنا نجتمع.. صديقات و زميلات
نضحك بصوت مرتفع.. نتحدث بهمس.. نصرخ.. ندرس.. و نبكي
كنت أحب الدراسه و أكره الامتحانات..
كم درسنا و كافحنا لنجني أعلى المعدلات لدخول كلية الطب
جميعنا حققنا أعلى النتائج.. و جميعنا التحقنا بكلية الأحلام..
إلا أن واحدة منا لم تصل إلى الهدف المرجو و تصبح طبيبه سوى " مريم" .. !
...
أحياناً..
نرغب أن يتوقف الزمن للحظة
و يعود بنا إلى الوراء
إلى حيث كنا.. هناك
في ذلك الفندق الجميل المطل على شاطئ البحر..
حيث أيام الزواج الأولى..
أنا و زوجي لوحدنا..
و كأن الكون كان ملكاً لنا ..
حيث ننسى كل الأشياء.. إلا سعادتنا
نذهب إلى كل مكان.. حتى القمر نصل إليه بقلوبنا ..
نتحدث حتى تنتهي الكلمات.. نحلم حتى تجف الأحلام..
نطلق ضحكاتنا إلى أنحاء العالم..
نلمس النجوم..
و نداعب الغيوم..
...
أحياناً..
أرغب أن يمر الوقت سريعاً
أن يجري كظبي سريع
أو يطير كمذنب هالي
لأعود إلى منزلي.. وألتقي حبيبتي
ابنتي الصغيرة
أعود لأقبلها قبلة بحجم الكون
و أضمها بحنان كي أطفئ شعلة شوقي المشتعله
و أسألها بحب عما جرى لها خلال اليوم في غيابي من دون أن أنتظر إجابة
و ألهو معها كطفلة في مثل عمرها
و أتمنى أن يمر الوقت سريعاً كي تكبر و تصبح صديقتي المقربة
.
.
.